أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين النوم المتأخر والسهر وقصر القامة خاصة للأطفال الصغار، فجميع العمليات الحيوية بالجسم تتم بشكل منتظم فى أثناء فترة الليل من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الثانية صباحا، يؤكد ذلك د. حسين زهدى أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة موضحا أن النوم الصحى يحدث فى هذه الأوقات، وأن الدوريات الحديثة أثبتت أن عكس ذلك يسبب قصر القامة عند الصغار، حيث انه فى هذه الفترة تنشط العمليات الحيوية من ضخ الدم وإنعاش الأنسجة ووصول الدم إلى جميع الشعيرات الدموية
التى تغذى جميع أعضاء الجسم، وينطبق ذلك أيضا على نمو العظام والمفاصل، فإذا كان الإنسان يسهر طوال الليل وينام نهارا فهو يحرم نفسه من هذه الميزة الطبيعية، لأن المواد التى تؤدى إلى تكوين مادة الأسيتوكلاست وهى خلايا عظمية تضعف فى أثناء اليقظة ليلا وبالعكس تنشط فى أثناء الخلود إلى النوم ليلا، وبالتالى فإن طول الإنسان يكون مرتبطا إلى حد كبير بترسيب هذه الخلايا فى أنسجة العظام، فإذا لم ينم بصورة طبيعية ولمدة كافية فى أثناء الليل يحدث نقص فى هذه الخلايا التى تكون العظام وتحدث ظاهرة قصر القامة.
من جهة أخرى يؤثر السهر ليلا والنوم نهارا على جهاز الإنسان العصبى من حيث التركيز والإدراك والذاكرة، لذلك يحرص كثير من أصحاب الأعمال والشركات على تحريك العمال والموظفين من أوقات لأخرى حتى لا يستمر السهر طوال الليل بالعمل والنوم طوال النهار، فالأفضل أن يخصص الإنسان الفترة -على الأقل- من الحادية عشرة مساء إلى الخامسة صباحا للنوم حتى تنتظم كل الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية فى الجسم بالكامل، وقد ثبت -كما يقول د. حسين- أن كثيرا من الناس الذين لا ينامون جيدا فى أثناء الليل يصابون بتجاعيد فى الوجه وتبدو عليهم مظاهر الشيخوخة مبكرا أكثر من أمثالهم ممن ينامون الليل بشكل جيد ومتوازن.
الكاتب: ولاء يوسف.
المصدر: الأهرام اليومى.